لنقرأ النداء الذي يطلقه علماء الغرب اليوم في حربهم على الخمر، ونقرأ ما أطلقه النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم من حرب على الخمر قبل 14 قرناً، بما يشهد على عظمة الإسلام......... |
يقول تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91].
كلما تقدم العلم أكثر اكتشفنا عظمة وروعة الحقائق التي جاء بها الإسلام، فطالما تغنى الملحدون والعلمانيون بحريتهم وبشربهم للخمر واستمتاعهم بالملذات، ولكنهم بدأوا يعودون لنفس تعاليم الإسلام، ولكن بعد فوات الأوان.
فقد لفت انتباهي أحد الإخوة – جزاه الله كل خير – لنداء أطلقه العلماء منذ أيام يحاولون فيه محاولات مستميتة لإنقاذ الشباب من شر الخمر، وسوف أنقل لكم يا أحبتي ما جاء على لسان هؤلاء العلماء وهو من غير مسلمين، عسى أن ندرك عظمة هذا الدين عندما حرم الخمر نهائياً، فحل بذلك مشاكل صحية ومالية واجتماعية لا تُحصى.
فقد نشرت جريدة ديلي ميل بتاريخ 18/4/2008 مقالاً يتضح من خلاله مدى الكارثة التي تحل بشباب الغرب نتيجة تعاطيهم للمسكرات، ونداء للتوقف عن تعاطي الخمور والدعاية لها وتعريف الناس بأخطارها بل وتأنيبهم على شربها.
وقد استجاب لهذا النداء بعض زعماء العالم فأطلقوا حرباً على الخمر التي تحطم حياة ملايين البشر من رجال ونساء وأطفال! ويركزون على المساوئ الكبيرة التي تنعكس على المجتمع وبخاصة الأطفال، فقد أثبتت الإحصائيات أن 40 بالمئة من حوادث العنف المنزلي تصدر من شارب الخمر، و أكثر من 40 بالمئة من جرائم القتل سببها شارب الخمر، وفي الاتحاد الأوربي يقتل كل عام عشرة آلاف إنسان في حادث سيارة بسبب شرب الخمر!
في بريطانيا هناك مليون طفل يمسهم العنف من قبل أناس يشربون الخمر، ونصف مليون ضحية بسبب شرب الخمر، ولذلك فإن هؤلاء العلماء يقترحون منع الدعايات للكحول، ورفع الضرائب عليه ورفع أسعاره، ويموت الآن آلاف الشباب والبنات بسبب تعاطي البيرة بل إننا نرى أمراض الكبد والفشل الكلوي انتشرت بشكل غير مسبوق بين الشباب الصغار ممن يشربون الخمر. بل أثبتت الدراسات الجديدة أن تعاطي الخمر يؤدي إلى الاكتئاب والاحباط، بعكس ما يتصوره شارب الخمر أنه مرتبط بالسعادة!
إذاً يحاول العلماء اليوم شن الحرب على من يتعاطى الخمر، ومن يصنعه، ومن يبيعه ومن يسوّق له! فهل عرفتم يا أحبتي لماذا حارب الإسلام الخمر قبل ألف وأربع مئة سنة؟ ولماذا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر، وعاصره، وبائعه، وحامله، بل أطلق أعظم تحذير في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن أضرار الخمر، فقد جاء عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه) [سنن أبي داود 3189]. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة مُدمن خمر) [ابن ماجه 3376].
وقد حارب الصحابة رضوان الله عليهم الخمر من خلال إشارات توضح علاقة الخمر بالفاحشة والعنف والقتل وغير ذلك، فعن عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : (اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ قَالَ فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا قَالَ زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْس، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لا يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَه) [رواه النسائي 5666].
أليس هذا ما تؤكده إحصائيات الغرب اليوم، من أن الخمر هو أساس الكثير من القتل والجرائم والاغتصاب والعنف؟ ونقول لكل ملحد مستكبر: هذا هو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وهذه هي تعاليمه، وهذا ما كان يدعو إليه، فاقرأ عنه قبل أن تستهزئ به. يقول تعالى عن أمثال هؤلاء: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) [البقرة: 15-16].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
http://www.aa-uk.org.uk/alcoholics-anonymous-reviews/2008/04/world-leaders-plan-guilt-campaign-to.html