|
يحاول أعداء الإسلام دوماً إقناع الآخرين بأن القرآن كتاب عادي ويمكن الإتيان بمثله فما هي حقيقة هذا الأمر؟... |
هذا سؤال يردنا كثيراً حول حقيقة الكتاب المزعوم (الفرقان الحق) فما هي حقيقة هذا الكتاب وهل هو محاولة ناجحة للإتيان بمثل القرآن؟
أخي الكريم! محاولات المشككين للطعن في هذا الدين تعددت وهذه المحاولة لن تكون الأخيرة، وبعد أن يئس أعداء الإسلام من إبعاد المسلمين عن كتاب ربهم، خطرت ببالهم فكرة تأليف كتاب يشوشون على المسلمين وبالتحديد على ضعاف القلوب، فخطرت ببالهم فكرة تأليف كتاب مثل القرآن ليقولوا من ورائه للمسلمين انظروا لقد تمكَّنّا من تأليف كتاب يشبه القرآن، وهذا يدل على أن القرآن ليس من عند الله.].
ونحن نعلم أن الله تعالى يقول: ` [يونس: 38]. وبما أن هؤلاء – حسب زعمهم – استطاعوا تأليف كتاب يشبه القرآن ويتألف من سور وآيات فإنهم تجاوزوا التحدي الإلهي، وبالتالي لا قدسية للقرآن لأنه كتاب عادي يمكن لأي إنسان أن يأتي بمثله.
وأقول يا إخوتي، أجمل ما في هذا الكتاب أن أحداً لم يقرأه!! بل كان أشبه بأضحوكة، وليس بمشروع كتاب. وكمثال على فشل هذا الكتاب، هو أننا لو تأملنا في كل جملة من جمله نرى فيها خطأ لغوياً أو بلاغياً أو علمياً، وبالتالي هو كتاب مليء بالأخطاء.
ومن قدرة الله تعالى أنهم عندما اختاروا له عنواناً كان العنوان الذي اختاروه بعد جهد كبير كان خاطئاً. فكلمة (الفرقان) تعني الكتاب الذي يفصل بين الحق والباطل، وبالتالي لا يوجد فرقان حق ولا فرقان باطل، وهذا التعبير خاطئ لأن معنى (الفرقان) أنه يَفرق ويفصل بين الحق والباطل.
وهكذا عندما نتأمل القرآن الكريم نجد أنه يستخدم كلمة (الفرقان) من دون صفة تلحق بها لأن هذه الكلمة بحد ذاتها تحمل معنى الحق، يقول تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان: 1]. ومن عجائب القرآن أن كلمة (فرقان) تكررت في القرآن سبع مرات وعدد حروف هذه الكلمة سبعة أحرف!!
لاحظوا معي إلى هذا الكلام غير المتناسق، فمن المتحدث، وعلى من نزل هذا الفرقان المزعوم، ومن هو المؤلف... حتى الجمل غير مترابطة فما فائدة قولهم "الإله الواحد الأوحد" إذا كانوا يقولون: "الأب والكلمة والروح" أي ثلاثة!! ثم لاحظوا معي كيف سرق المؤلف معظم العبارات من آيات القرآن حرفياً ولكن خلطها خلطاً رديئاً... مثلاً: لعلكم ترحمون - ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون- فأين فن التأليف وأين الإتيان بمثل القرآن... هذه سرقة أدبية وليس فرقان حق!
ولذلك إذا كانوا قد أخطأوا بالعنوان والمكتوب واضح من عنوانه! فماذا نتوقع من بقية الكتاب إذا كان عنوانه غير صحيح؟ وأقول إن وجود هذا الكتاب ووجود أناس يعملون على تقليد القرآن، هو دليل على صدق القرآن لأن القرآن حدثنا عن أناس يدَّعون أن باستطاعتهم الإتيان بمثل آيات الله. يقول تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [الأنفال: 31]. ولذلك فإنني كما علمت أن هؤلاء قد أنفقوا الملايين في سبيل تأليف هذا الكتاب ونشره، ولكن عملهم باء بالفشل، وصدق الله الذي حدثنا عنهم وأخبرنا بمصيرهم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل