مرت فترات على الأرض كانت شبه ميتة لا حياة فيها فسخر الله الظروف المناسبة لإعادة الحياة لها.. هذا ما يؤكده العلم .... |
قال تعالى: (وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) [الروم: 19]. هذه الآية تخبرنا عن حقيقة موت الأرض وانعدام أشكال الحياة فيها، ومن ثم إعادة الحياة إليها بعد الموت.. العجيب أن العلماء وبعد دراسة تاريخ مناخ الأرض اكتشفوا فترات قبل آلاف السنين كانت مناطق من الأرض فيها "ميتة" وبعد ذلك دبّت فيها الحياة بسبب تغير المناخ.
ففي دراسة علمية لعدد من الباحثين تبين أن الأرض كانت ميتة لمدة خمسة ملايين عام، وذلك قبل أكثر من 250 مليون سنة. لقد ارتفعت درجة حرارة الأرض والمحيطات بشكل مفاجئ مما أدى لحدوث انقراض جماعي لمعظم الكائنات البحرية والبرية.
وفي هذا البحث لفت انتباهي أن العلماء يستخدمون مصطلحاً يدل على موت الأرضن مثلاً يعبرون عن بعض المناطق على الأرض بعبارة "dead zone" أي منطقة ميتة،
لقد جمع العلماء آلاف العينات لبقايا كائنات منقرضة بشكل مفاجئ وبخاصة الكائنات البحرية، حيث ارتفعت درجة حرارة البمحيطات إلى 40 درجة مئوية وهذه الدرجة من الحرارة كفيلة بقتل معظم الكائنات البحرية وإيقاف عملية التركيب الضوئي. أما في الغابات فقد وصلت الحرارة لأكثر من 60 درجة حيث لا يمكن للحياة أن تستمر مع هذه الحرارة العالية.
ويقول البروفسور Paul Wignall في العصر المسمى Permian كان في الأرض مناطق تصنف على أنها ميتة، وبعد ملايين السنين عادت لها الحياة وهناك مناطق ميتة عادت لها الحياة بعد عشرات الآلاف من السنين...
مخطط يظهر شكل الأرض قبل 250 مليون عام ويظهر المنطقة الميتة على اليمين، وهذه المنطقة هي ذاتها اليوم تعج بأشكال الحياة المائية... سبحان الله، من الذي أحيا هذه الأرض بعد موتها؟ ويصرح العلماء اليوم بالحرف الواحد: Experts say 'broken world' that followed the Permian-Triassic mass extinction meant no life for five million years in a huge 'dead zone'… Temperatures in the tropics rose to lethal levels, soaring to 60C on land and 40C in the sea
ملخص القول: هناك منطقة ميتة على الأرض استمرت خمسة ملايين عام وبلغت درجة الحرارة على اليابسة 60 درجة مئوية وفي البحار 40 درجة مئوية.. المرجع: dailymail
والآن دعونا نتأمل هذه الآية العظيمة التي يتحدث الحق تبارك وتعالى فيها عن موت الأرض ثم إحيائها بشكل يتطابق مع الحقائق العلمية، يقول تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الحديد: 17]. هذه الآية تؤكد أن الأرض تموت ثم تحيا بقدرة الله عز وجل.
وقد اعتبر القرآن إحياء الأرض معجزة تتكرر أمامنا باستمرار، ففي كل عام نرى مناطق جافة اختفت كل أشكال الحياة منها أو معظمها، ولكن الله ينزل المطر فيحيي هذه الأرض، قال تعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) [يس: 33].
ولذلك نجد الكثير من الآيات التي تؤكد هذه الحقيقة، بما يثبت أنها لم تأت بالمصادفة، وأن هذه الحقيقة لم تكن معروفة في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.. وأن الله عز وجل جعل ظاهرة إحياء الأرض الميتة تتكرر أمامنا لندرك أن الله عز وجل قادر على إحياء الموتى.. فالذي يحيي الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى..
ولذلك قال تعالى: (فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الروم: 50]... إن هذه الآيات رسالة لكل ملحد يعتقد أن الحياة تنتهي بمجرد الموت.. فكما أن حياة الأرض لا تنتهي بموتها.. كذلك حياة الإنسان لا تنتهي بموته بل سوف يبعث من جديد ليوم الحساب... نسأل الله تعالى أن يكون ذلك اليوم هو أجمل أيامنا.. إنه على كل شيء قدير.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
EARTH was a BAKING LIFELESS DESERT for 5 MILLION years - http://www.theregister.co.uk/2012/10/19/lethally_hot_ancient_earth/
http://www.sciencemag.org/content/338/6105/366.abstract?sid=30432342-322c-45ac-a683-e8fd8059bbcc
http://en.wikipedia.org/wiki/Permian%E2%80%93Triassic_extinction_event
http://digitaljournal.com/image/128980