|
ملحد يردد ما قاله ملحدون قبله: كيف يمكن للشمس أن تسقط وتغيب في العين الحمئة؟ وكيف يحوي القرآن أخطاء علمية.... |
هناك ظاهرة اسمها خداع العمق Depth perception هذه الظاهرة تحدث في حالات كثيرة وبخاصة عندما ننظر للأجسام البعيدة. فعندما نراقب سفينة تبتعد عنا حتى إذا وصلت إلى خط الأفق نراها وكأنها تغرق في البحر مع أنها تبتعد عنا فقط...
صورة لغروب الشمس وتبدو مثل قرص يسقط في العين التي تغلي، هذه المنطقة موجودة في غرب أمريكا في منطقة الينابيع الحارة، وهي مناطق بعيدة جداً ولم تكن معروفة في الماضي.
خريطة العالم وتبدو مناطق الينابيع الحارة أو السخانات تقع في أقصى غرب الكرة الأرضية، وهذه المنطقة سماها القرآن (مغرب الشمس).
سبب هذه الظاهرة هي أن الدماغ لا يستطيع أن يدرك البعد الثالث أو العمق من على مسافات كبيرة، فيرى المنظر وكأنه ثنائي الأبعاد. مثلاً عندما ننظر إلى النجوم في السماء لا نستطيع التمييز بين الأبعد والأقرب على الرغم من أن المسافات التي تفصلنا عنها تقدر بمليارات الكيلومترات، إلا أننا نراها جميعاً على مستوى واحد.
والآن لنتأمل بعض الصور الملتقطة حديثاً للمنطقة التي تسمى يلوستون Yellowstone (الحجارة الصفراء) وهي منطقة مميزة على مستوى العالم وفيها ينابيع ساخنة Geyser تتدفق باستمرار، ولا تزال تحافظ على حالها منذ آلاف السنين، ويقول الخبراء إن أجمل منظر لغروب الشمس هو ذلك الذي يُرى في مناطق السخانات Geyser في أقصى غرب الأرض:
قد يكون هذا هو المنظر الذي رآه ذو القرنين عندما وصل إلى العين الحمئة، وهي منطقة تتدفق منها المياه الحارة باستمرار (والله أعلم)، ومثل هذه المناطق لم تكن معروفة زمن النبي الكريم. ولذلك فقد وصل إليها ذو القرنين. وبالفعل عندما نتأمل الكرة الأرضية نجد أن هذه المنطقة تقع في أقصى الغرب، وهذه المنطقة سماها القرآن (مغرب الشمس).
على عكس ما يسوق الملحد فإننا عندما نتأمل هذه الصور ونتأمل الآية الكريمة نستطيع أن نرى عدة معجزات علمية. لنتدبر الآية أولاً وهي قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا) [الكهف: 86]. دققوا معي في كلمة (وَجَدَهَا)، لم يقل مثلاً: (والشمس تغرب ..) أو (إن الشمس تغرب في عين حمئة..) ولو قال ذلك لكان هناك خطأ علمي بالفعل، ولكنه قال (وَجَدَهَا تَغْرُبُ) أي أن ذا القرنين هو الذي وجدها ورآها حسب رؤيته الخاصة.. وهنا القرآن يصف لنا ما يراه البشر، ولا يتحدث عن حقيقة علمية.
والآن لنتأمل هذه المعجزات:
1- لو كان النبي الكريم هو من ألف القرآن فمن أين علم بوجود ينابيع حارة (عيون حمئة) في أقصى غرب الكرة الأرضية؟ هذه المناطق لم تكتشف إلا بعد اكتشاف قارة أمريكا.
2- القرآن وصف لنا ظاهرة الخداع البصري الخاص بالبعد الثالث، حيث إن الإنسان عاجز عن رؤية البعد الثالث وتصبح الرؤية مسطحة أو مستوية أمامه عند خط الأفق. والإعجاز يتجلى في كلمة (وَجَدَهَا)، فهذه الكلمة تؤكد لنا أن القرآن يتحدث عن الرؤية البشرية.
3- لقد أشار القرآن إلى منطقة في أقصى الغرب وهي (مغرب الشمس) هذه المنطقة تتميز بعيونها الحمئة (الساخنة)، وهذه إشارة لقارة أمريكا قبل أن يكتشفها البشر بقرون طويلة.
وخيراً هذه محاولة لفهم الآية وقد تحوي هذه الآية أسراراً أخرى أعظم، وقد يتمكن البشر يوماً ما من اكتشاف العين الحمئة التي أخبر عنها القرآن ... والله أعلم.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
متنزه يلوستون الوطني، الولايات المتحدة
http://www.nps.gov/yell/index.htm
Google Earth