كثيرة هي الأبحاث التي تؤكد أن النبات يشعر ويتألم، حتى القشريات التي نظنها جامدة، فقد ثبت أنها تميز بين الألم والفرح، لنقرأ.... |
دراسة جديدة تؤكد أن القشريات تمتلك القدرة على الشعور وتذكّر الألم!
كشفت دراسة علمية حديثة أن بعض أنواع القشريات، ومنها سرطانات البحر المعروفة باسم "الكابوريا"، لديها قدرة على الشعور بالألم، كما يمكنها تذكر ما يسبب لها تلك الآلام. فقد أكَّد البروفسور بجامعة "كوينز" في بلفاست بأيرلندا الشمالية، بوب إيلوود، أنه يجب إعادة النظر بالطريقة التي يتم التعامل بها مع القشريات في صناعة الأغذية.
تم إجراء البحث، الذي نشرت نتائجه في مجلة Animal Behavior، عبر وصل أسلاك كهربائية بقشور سرطانات من نوع "هيرمت"، حيث تم إرسال صدمات كهربائية خفيفة داخل بعضها، ولم يخرج من القشور إلا السرطانات التي أصيبت بالصدمات، مما يشير إلى إحساسها بالألم.
وبعد ذلك قام العلماء بوضع قشور جديدة لرؤية إذا ما كانت السرطانات ستذهب إليها أو ستعود إلى القشور القديمة، وتبين من التجربة أن السرطانات التي نالت الصدمة، لم تعد إلى القشور القديمة، بل ذهبت إلى القشور الجديدة بعد فحصها. وهذا التصرف ليس مجرد رد فعل، بل هناك عملية عصبية داخلية تجري في أجسام هذه السرطانات.
يقول البروفسور: كان هناك جدل مطول حول إذا ما كانت القشريات، والتي تشمل السرطانات والقريدس والسرطانات البحرية، تشعر بالألم، ونحن نعلم، عبر دراسات سابقة، بأنها قادرة على استشعار محفزات مضرة، ولكن قد يكون هذا مجرد رد فعل دون أن يكون شعوراً بالسوء، وهو الذي نربطه بالألم عادة.
إن هذا البحث يُظهر أن السرطانات على استعداد لترك القشور المريحة وذلك لتجنب الإحساس بالألم، وأوضح البروفسور أنه لا يوجد هناك أي حماية لهذه الحيوانات، ربما باستثناء بعض الولايات في أستراليا، وذلك على اعتبار أنها لا تشعر بالألم، فمع الفقاريات، نحن ملزمون بأخذ الحيطة والحذر.
ماذا نقرأ من خلال هذه الدراسة؟
المؤمن يا أحبتي يقرأ أي دراسة علمية بشعور مختلف، فهذه المخلوقات مثيرة للانتباه وتدعونا للتساؤل: مَن الذي أعطاها القدرة على الإحساس بالألم؟ وهل الطبيعة هي التي خلقت هذه الكائنات وعلمتها كيف تشعر وتميز وتحسّ؟ إنه الله تعالى القائل: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [لقمان: ].
وفي دراسات سابقة تبين أن النبات يشعر ويتألم!! وهنا نتذكر ذلك الجذع الذي تألم وحزن لفراق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي يقعد عليه فلمّا فارقه حنَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع النبي يده عليه ليهدأ ويسكن! فانظروا معي إلى هذه الرحمة النبوية، حتى النباتات كان النبي رحيماً بها، كيف لا والله تعالى يقول عنه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].
وربما كانت حادثة حنين جذع الشجرة للنبي معجزة أنكرها الملحدون وسخروا منها، ولكن الله تعالى سخَّر الوسائل المناسبة لاكتشاف ظاهرة الإحساس بالألم عند النبات والقشريات وغيرها من الكائنات الحية، لتكون دليلاً على صدق معجزات النبي. فاليوم لا يستغرب العلماء أبداً من إحساس النبات بالألم والحزن، وهذا يدل على أن المعجزات التي حدثت للنبي في عصره، لها ما يؤيدها اليوم، ومن هنا نقول: إن أي اكتشاف علمي لابد أن نجد فيه إشارة قرآنية أو نبوية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القرآن يتفق مع العلم ولا يخالفه، ولذلك قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar