|
من آيات الله تبارك وتعالى أنه خلق هذه النباتات التي تعمل على تنظيف البيئة من الحشرات. لنتأمل الصور ونسبح الله تعالى.... |
هناك نباتات خلقها الله تعالى بطريقة عجيبة لتؤمن غذاءها من الحشرات! لقد زود الله هذه النباتات بغدد خاصة تفرز مادة لاصقة وبنفس الوقت تفرز روائح تجذب الحشرات إليها فتأتي الحشرة لتتغذى على النبات فتلتصق أرجلها بهذا النبات وتعلق وتبقى كذلك لفترة مناسبة ومن ثم تبدأ أوراق النبات بالالتفاف حول الحشرة بطريقة عجيبة.
إنه تصميم إلهي رائع لهذه النباتات، فالأوراق مصممة بطريقة مناسبة للحركة والانقضاض على الحشرة.. وهوناك فتحات لإفراز المواد الكيميائية التي تجذب الحشرات بروائح تحبها.. وحساسات على السطح الداخلي للأوراق لتحديد اللحظة المناسبة للإطباق على الفريسة.. سبحان الله!
تؤكد أن النباتات تفكر وتعقل وتميز.. إن الطريقة التي يلتف بها النبات حول الحشرة أثارت دهشة العلماء فكيف يستطيع النبات أن يميز هذه الحشرات ويشعر بها ويحني أوراقه في التوقيت المناسب ومن ثم تبدأ عملية الهضم حيث يفرز النبات مواد خاصة تساعده على هضم هذه الحشرة. ويقول العلماء إن هذه النباتات تعتبر نباتات ذكية وحساسة جداً وتعرف كيف تتعامل مع فريستها جيداً.
وهذا تصميم آخر لنبات يستخدم المواد اللاصقة التي يفرزها مع مجموعة من الروائح التي يطلقها لتجذب الحشرات وتعلق فيقوم النبات بالتهامها بكل هدوء...
وهذا ما يدعو العلماء للتساؤل: من أين جاء النبات بهذه المعرفة، ومن الذي علمه وهداه إلى هذا العمل.. ويأتي الجواب من كتاب ربنا تبارك وتعالى على لسان سيدنا موسى عندما سأله فرعون عن ربه فقال: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].
هنا ينحني النبات على الحشرة التي علقت بالمادة اللاصقة لتبدأ عملية الهضم .. وبعد ذلك التخلص من الأجزاء غير القابلة للأكل... سبحان الله، من الذي عل هذا النبات ؟؟
وفي تفسير ابن كثير قال سعيد بن جبير: (أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) أي: أعطى كل ذي خلق ما يصلحه من خلقه. وبالفعل لولا هذه الوسائل التي زود الله بها هذه النباتات وقدرة النبات على إطلاق الروائح الجذابة للحشرات وقدرته على إفراز المواد الخاصة بهضم النبات والتخلص من البقايا غير القابلة للهضم... لولا ذلك لما عاش هذا النبات وهذا يناقض قانون المصادفة الذي يدعيه الملحدون ويشهد على قدرة الخالق عز وجل.
تصميم معجز
إنها نباتات غريبة ولأوراقها تصميم عجيب يدعو للتساؤل عن سر هذه النباتات التي أطلق عليها العلماء آكلة اللحوم، هذه النباتات لها أوراق تنتهي بأشواك تم تصميمها بدقة مذهلة بحيث تتمكن من الفتح والإغلاق بسهولة. هذه النباتات تفرز مواد سكرية في أوقات محددة هذه المادة السكرية تحبها الحشرات وتلتقط رائحتها من بعيد.
تأملوا معي كيف يقوم هذا النبات بالإطباق على حشرة (ذبابة) بعد أن قام بإفراز مادة يحبها الذباب، والآن يقوم النبات بإفراز مواد تساعده على إذابة هذه الذبابة وبعد ذلك هضمها بسهولة.. سبحان الله!
ولذلك ينتظر النبات طويلاً حتى تأتي حشرة لتنجذب وتحط على أوراقه وهنا يبدأ النبات بالاستعداد لاصطياد الحشرة وينتظر حتى تصبح الحشرة داخل الورقة بالكامل ومن خلال مستشعرات دقيقة يعرف النبات أن الحشرة لن تستطيع الإفلات فيطبق عليها بسرعة وتبدأ عملية الهضم على الفور حيث يقوم النبات بإفراز عصارات هاضمة تساعد على تناول هذه الوجبة الشهية!
وهذا تصميم آخر لنوع من أنواع النباتات المفترسة التي تخصصت بأكل أي حشرة تقترب منها.. سبحان الله.
ومن الأشياء الغريبة في عالم النبات أن النباتات قادرة على التواصل مع بعضها، وعندما يتعرض أحد النباتات لخطر ما فإنه يحذر بقية النباتات من خلال إطلاق ترددات صوتية وروائح كيميائية تفهمها بقية النباتات فتستعد لمواجهة الخطر...
حتى إن هناك أبحاثاً علمية جديدة تؤكد أن النباتات تضحي من أجل النباتات الأخرى، وتقدم معلومات لبقية النباتات حول الأخطار المحتملة وهذا من أنواع الكرم والعطاء في عالم النبات.. وسبحان الله القائل: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 7-8]. قال القرطبي: (كريم) حسن شريف، وأصل الكرم في اللغة الشرف والفضل، فنخلة كريمة أي فاضلة كثيرة الثمر، ورجل كريم شريف: فاضل صفوح. والحمد لله.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل