|
والحقيقة هناك خلط كبير لفهم "من هو الله تعالى" وهذا لن نستطيع فهمه إلا أن نضع أمامنا آية.... |
يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) [الزخرف: 84]. هذه الآية العظيمة الهدف منها أن تعلم أيها الإنسان أن الله تعالى يراك في كل مكان ويسمعك حيث كنت ويعلم ما في نفسك ويعلم ماذا تفكر ولذلك ختمت الآية بقوله (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ).
والحقيقة هناك خلط كبير لفهم "من هو الله تعالى" وهذا لن نستطيع فهمه إلا أن نضع أمامنا آية عظيمة هي: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11]. فالله تعالى لا يمكن لك أن تتصوره، فهو إله عظيم كل هذا الكون بالنسبة له لا يساوي حجم ذرة بالنسبة لنا بل أقل، وإن السؤال: أين يوجد الله! هذا سؤال خاطئ لأن الله تعالى لا يخضع للوجود فهو خالق الوجود، أي لا يوجد في مكان فهو خالق المكان، ولا يوجد في زمان فهو خالق الزمان، فإذا كان الله تعالى خالق كل شيء، فكيف نشبهه بالمخلوقات!
وأريد أن أقول لكم يا أحبتي عندما أفكر بيني وبين نفسي من هو الله كيف أفكر بنتيجة قراءتي وتدبري للقرآن: الله تعالى خالق عظيم يتوقف العقل عند التفكير في عظمته وقدرته، إنه الله تعالى خالق كل شيء، والقادر على كل شيء، وهو الذي خلق كل ذرة من ذرات الكون، وأعلم بحركتها ومستقرها ومستودعها. هذا الإله العظيم لا يمكن لعقلي المحدود أن يحيط به، بل هو يحيط بكل شيء، ولذلك عندما أتذكر الله فإنني أتذكر الرحمة والعفو والكرم وأتذكر إلهاً موجوداً معي وقريباً مني عندما أناديه يسمعني ويراني في كل لحظة ويعلم ما في نفسي، إنني لا أجد وصفاً لهذا الإله العظيم أفضل من: ليس كمثله شيء.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل