نجيب عن هذا السؤال حول اختلاف المدارات ومعنى قوله تعالى: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) وهل من إعجاز علمي في هذه الآية.... |
العجيب في النظام الكوني هو عدم وجود أي خلل أو نقص، وعلى الرغم من وجود آلاف المجرات (بل مئات البلايين من المجرات) وكل مجرة تحوي على مئات البلايين من النجوم، فلا يصطدم بعضها ببعض أبداً.
إن مدار القمر حول الأرض يختلف كلياً عن مدار الأرض حول الشمس، فلا يمكن أبداً أن يحدث صدام بين الشمس والقمر. كما أن القمر يدور بحركة شديدة التعقيد، فهو يدور حول الأرض، ويدور مع الأرض حول الشمس، ويدور مع الشمس حول مركز المجرة التي نحن فيها، ويدور مع المجرة كلها في مدار كوني لا يعلمه إلا الله تعالى.
هذه الحقائق العجيبة عن عظمة النظام الكوني لم يكشف عنها إلا في العصر الحديث، ولكن القرآن الكريم دائماً يسبق العلم فيتحدث بالتفصيل عن حقائق الكون، يقول عز وجل: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) [يس: 40].
إذن الشمس لا يمكن أن تصطدم بالقمر وهذه حقيقة يقررها العلم الحديث، والليل لا يمكن أن يسبق النهار، أي هنالك حركة منتظمة للأرض بحيث يتعاقب الليل والنهار بنظام محدد وفي هذه الآية إشارة لحركة الليل والنهار ودورانهما مع الأرض!
فالأرض عندما تدور تبدأ الشمس بالغروب شيئاً فشيئاً ويبدأ الليل بالدخول. ودخول الليل نراه بأعيننا ثم تنتقل نقطة الغروب هذه إلى منطقة أخرى بل تتحرك لتلُفَّ الأرض كلها ثم تُعاد الكَرة , إذن كل نقطة من نقاط الأرض تخضع لغروب وشروق، أي أن هنالك مشارق ومغارب متعددة، وهذا ما نجده في كتاب الله تعالى حيث يقول: (فلا أقسم برب المشارق والمغارب) [المعارج: 40].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل