أسرار الإعجاز العلمي

موقع مخصص لأبحاث ومقالات عبد الدائم الكحيل

  • تكبير حجم الخط
  • حجم الخط الإفتراضي
  • تصغير حجم الخط

إشارة قرآنية إلى وسائل جديدة للنقل وصناعة الثياب

فيما يلي نتعرف على معجزة من معجزات القرآن العظيم في الحديث عن وسائل التنقل التي اخترعها الإنسان حديثاً وصناعة البلاستيك والأقمشة الصناعية.......


يقول تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 8]. وهنا أود أن أقف عند قوله تعالى: (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)... فهل هناك مخلوقات جديدة سيخلقها الله تشبه الحمير والخيل والبغال؟

الحقيقة أن الإنسان هو آخر المخلوقات ظهوراً على وجه الأرض، ولكن الله تعالى يهيء وسائل نقل وركوب جديدة من خلال تسخير الاختراعات والمكتشفات العلمية وييسّر طرق صناعتها، فالمادة الأولية خلقها الله، وصانع الآلة خلقه الله، ولذلك فإن هذه الوسائل الجديدة للنقل هي من صنع الإنسان ظاهرياً، ولكنها في حقيقة الأمر هي مخلوق من مخلوقات الله، وهذا معنى قوله عز وجل: (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) والله أعلم.

والآية التي تؤكد هذه الحقيقة هي قوله تعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ) [يس: 41-42]. لنتأمل قوله تعالى: (وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ) ما معنى (مِنْ مِثْلِهِ) أي مثل الفُلك وهي السّفن تجري في البحر، فهذه السفن هي آلات من صنع الإنسان ولكنها مخلوقة لأن الله هو الذي خلق الخشب والحديد وسخر الوسائل لصناعتها، فهي جزء من خلق الله تعالى.

وبما أن الله قال: (وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ) فهذا يدل على أن الله سيخلق وسائل جديدة يصنعها الإنسان للركوب والنقل، وهذه معجزة قرآنية لأنه لا يمكن لأحد في ذلك الزمن أن يتنبأ بمثل هذا الأمر.

 

لقد وصل الإنسان إلى الفضاء واخترع العديد من وسائل النقل وجميعها سخرها الله له عسى أن يزداد إيماناً بهذا الخالق العظيم، ومن معجزات القرآن أن الله حدثنا عن وسائل جديدة بقوله تعالى: (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)...

هناك العديد من الإشارات العلمية الخفية جاء العصر الحديث ليثبت صدقها، فمثلاً يقول تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ) [النحل: 80]. وهنا نتساءل: لماذا قال تعالى: (إِلَى حِينٍ)؟ أي أن الإنسان سيستخدم الصوف والشعر والوبر في صناعة الثياب والأمتعة، ولكن هذا لن يستمر إلى الأبد، بل (إِلَى حِينٍ) أي إلى عصر محدد، ولكن ماذا بعد ذلك؟

بالطبع سوف يأتي عصر يستخدم فيه الإنسان وسائل أخرى لصناعة الأمتعة والثياب والأدوات مثل البلاستيك والجلد الصناعي والأقمشة الصناعية والنايلون الصناعي وغير ذلك مما نعرفه اليوم والذي تتم صناعته من مشتقات النفط وغيره، فقد تمكن الإنسان اليوم من صناعة كل شيء تقريباً من البلاستيك سواء أثاث المنزل أو الأدوات المختلفة وحتى أجزاء الطائرة... كلها تُصنع من البلاستيك ولم يعد هناك دور يذكر للأوبار والأصواف! وهذه معجزة قرآنية أيضاً حيث أخبر القرآن بأن الله سخر لنا الأنعام لنستفيد من جلودها وأصوافها إلى زمن محدد، فسبحان الله!

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com/ar

 
Share |

راقب