|
هذا سؤال حول تحريم مصافحة النساء (من غير المحارم) وما هو الإعجاز في هذا التشريع الإلهي؟.... |
من رحمة النبي الكريم بأمته أنه لم يترك أي مجال للزنا مهما كان ضئيلاً إلا ونهى عنه، بل وعالجه. لذلك فقد حرم على الرجل أن يمسّ يد امرأة من غير محارمه. ورُوي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: (إني لا أصافح النساء) [رواه الإمام مالك].
وقد ثبت علمياً أن سطح الجلد عند الإنسان يحتوي على ملايين الخلايا التي تنقل الأحاسيس إلى الدماغ، فإذا لامست يد الرجل يد المرأة بدأت الإشارات الناتجة عن الملامسة تسري باتجاه الدماغ حيث يقوم بتحليلها وربطها مع صاحب أو صاحبة اليد. وعندما تتكرر هذه العملية فإن الدماغ يختزن هذه المعلومات بشكل يحرك عاطفة الرجل أو المرأة مما يترك تأثيراً وانفعالات نفسية تبقى مختزنة لفترات طويلة.
إن الانفعالات النفسية المتعلقة بمصافحة النساء للرجال وبالعكس قد تتطور وتثير الغرائز الكامنة لدى الجنسين مما يدفع لمزيد من الانفعالات العاطفية والتي قد تكون سبباً في تطور العلاقة بين الجنسين مما يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة. وعلى أقل تقدير قد تسبب المصافحة المتكررة بين الرجل والمرأة والاختلاط المتكرر بينهما إلى تشويش الذهن وتأثر عملية اتخاذ القرارات عند الطرفين.
ولو تأملنا اليوم ما يحدث من جرائم اغتصاب وشذوذ جنسي وزنا محارم... نجد أنه يمكن علاج هذه المشاكل المستعصية ببساطة من خلال اتخاذ إجراءات محددة مثل تجنب النظر إلى ما حرم الله، وتجنب الاختلاط غير المشروع بين الجنسين، وتجنب لمس النساء... وهكذا عالج الإسلام هذا الخلل من جذورة ولم يتركه يتطور.
ولذلك نجد أقل نسبة للإصابة بالأمراض الجنسية في العالم الإسلامي بسبب هذه التعاليم الحكيمة، ولو درسنا حالة كل من يطبق تعاليم الإسلام فإننا لا نكاد إصابة واحدة بمرض جنسي، وهذا يدل على قوة الإسلام وتعاليمه. وهذا هو سر الانتشار السريع للإسلام.
والإسلام يريد من المؤمن أن يكون صافي الذهن وفي حالة مستقرة ومطمئن القلب، لذلك نجد الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم يرقى بالمؤمن إلى درجات عالية من النقاء والطهارة والعفاف، حتى على مستوى النظرة لم ينسها رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل